يحكى أنه فى قديم الزمان، كانت هناك فتاة صغيرة تعيش فى قرية بالقرب من الغابات، وسميت هذه الفتاة بذات الرداء الأحمر، لأنها كانت كلما تخرج من المنزل كانت ترتدى عباءة حمراء جميلة أهدتها إليها جدتها الحبيبة، لذلك أطلق عليها اهل القرية ذلك الاسم (ذات الرداء الأحمر).

 

 

وفى صباح أحد الأيام، طلبت والدة ذات الرداء الأحمر منها أن تذهب لزيارة جدتها، فرأت أنها فكرة جيدة أن ترى جدتها، وقامت والدتها بتعبئة سلة جميلة مليئة بالفاكهة والطعام الطيب لكى تأخذها معها إلى جدتها، وعندما جهزت الأم سلة الطعام، ارتدت الفتاة رداؤها الأحمر، إنكى يجب أن تذهبى مباشرة إلى منزل جدتك ولا تتكلمى أبداً مع أى غرباء، وحذرتها كثيرا وقالت لها أن الغابة خطيرة، ردت عليها ذات الرداء الأحمر قائلة"لا تقلقى يا أمى، سأكون حذرة".

 

 

وفى طريقها، استوقفها بعض الزهور الجميلة الموجودة فى الغابة، ونسيت وعدها لأمها أنها لن تقف فى الغابة لأى سبب كان، التقطت ذات الرداء الأحمر بعض الزهور الجميلة، وأخذت تشاهد الفراشات وتستمع إلى الضفادع، وكانت ذات الرداء الأحمر مستمتعة كثيرا بوقتها فى الغابة ولم تلاحظ أن هناك ظلال قاتمة تقترب من وراء ظهرها.

 

وفجأة ظهر الذئب بجانبها، وسألها بطريقة ودية "ماذا تفعلين هنا أيتها الفتاة الصغيرة"، أجابته ذات الرداء الأحمر أنها فى طريقها لرؤية جدتها التى تعيش فى الغابة قرب الوادى، ثم سكتت لحظة وتذكرت كلام والدتها ولاحظت كم أن الوقت متأخر، وسرعان ما أنهت حديثها مع الذئب لتذهب مسرعة إلى منزل جدتها.

 

 

وبينما هى ذاهبة فى طريقها إلى جدتها، كان الذئب قد سبقها بسرعة إلى هناك، وبدأ يطرق باب الجدة برفق، فاعتقدت الجدة أنها حفيدتها ذات الرداء الأحمر هى التى تطرق على الباب وأخذت تقول لها "الحمد لله يا عزيزتى أنك بخير فقد كنت قلقة عليك كثيراً عندما تأخرتى فى الغابة، وإذ بها تتفاجئ بالذئب هو من يطرق الباب وليست حفيدتها.

 

 

وقام الذئب الشرير بحبس الجدة المريضة فى خزينة الملابس ووجد له ثوب لكى ينام مكان الجدة على سريرها، وبعد بضع دقائق، طرقت ذات الرداء الأحمر على باب الجدة، وقفز الذئب إلى السرير وسحب الغطاء فوق أنفه حتى لا تراه ذات الرداء الأحمر، وقام بتقليد صوت الجدة، ولكن ذات الرداء الأحمر شعرت أن صوت جدتها يبدو غريبا جدا، فأجابها الذئب أنه مصاب بالبرد الشديد لذلك صوته غريب وأخذ يسعل لكى تصدقه ذات الرداء الأحمر، ثم لاحظت بعد ذلك آذانه الكبيرة، وقتها طلب منها الذئب أن تقترب من السرير بحجة أنه لا يستطيع سماعها جيدا، وعندما اقتربت وجدت أن العيون التى تراها ليست هى عيون جدتها، ووجدت أسنان كبيرة أيضا، وبدأت ذات الرداء الأحمر تصاب بالخوف وبدأ صوتها يرتعش.

 

 

وبعد ذلك قفز الذئب الشرير من السرير وبدأ فى مطاردة الفتاة الصغيرة، وقتها أدركت ذات الرداء الأحمر أن الشخص الموجود فى السرير هذا لم يكن جدتها ولكن جاء ذلك بعد فوات الأوان، وذلك لأن الذئب كان جائع، وأخذت تجرى منه فى جميع أنحاء الغرفة وتصرخ قائلة"المساعدة ...المساعدة ... الذئب يريد أن يأكلنى ... أنقذونى" أخذت تصرخ بصوت عال، حتى سمع صرختها حطاب فى الغابة يقوم بتقطيع جذوع الأشجار، وركض نحو المنزل بسرعة لكى ينقذها.

 

 

وبالفعل استطاع الحطاب أن ينقذ كل من الفتاة وجدتها، ولكن ذات الرداء الأحمر كانت ترتجف خوفا وأخذت تبكى بكاءً شديداً، وقالت أنها لن تتكلم مع الغرباء مرة أخرى، وقام الحطاب بحمل الذئب الشرير ورماه فى عمق الغابة حتى لا يستطيع أن يزعج أى أحد مرة أخرى.

 

وقد نتعلم من هذه القصة القصيرة المصورة شيئاً مهماً للغاية يا أصدقائى، وهو أننا يجب علينا طاعة الأم فى أى شيئ تقوله لنا، والالتزام بتعليماتها، وبر الوالدين والاعتناء بكبار السن، وأهمية طلب النجدة عند التعرض للخطر.